ليتهــــا حقيقــة

غريب أن تتسمر عيناي أمام صورك .. تقلب في تفاصيلك .. في خطوط وجه رسمته يوما لأجلي .. توقفت عيناي عندك .. لكأنك تراني الآن ؟؟ ترقب عيناي .. تسمع صوتي .. تدرك شِعري .. تسابق حروفي والسطور .. وتَخضع الأذهان ... وأثبت الصورة .. ... أقربها أكثر .. أكبرها أكثر وأكثر ... ليتني أثبت معها الزمان .. (ليتها حقيقة) .. جملة حمقاء يضاجعها واقع بلا ليت .... كيف يعترف بانطفاء قنديلي .. رغم اشتعال الزيت ...؟ لكن رأفته تقابل جنوني بالغفران ... وباشفاق يهمس ... رفقا يا صغيرتي .. فقد ( فات الأوان ) أجمد الوقت اذ ربما اقترب العبور .... فقد تعبر بوابات المكان ... قد ترتقي حزمة ضوء... وتنتقل عبر طاقات نور .. ذ ربما اسمع صوتك الأثير .. أو تخرج لي من قنديل مسحور .. فات زمان المعجزات .. والأمل يحتضر بين الشواهد والقبور ... أتستحضرنا الصور ؟؟ مالي أراها تتحرك .. يأتيني همسك من خلف ألاطار .. كيف استطعت أن ارسم فيها روحك .. ارسم عشقا ... شوقا ... لوعا ... ذنبا.. تستحي من لومه الأقدار .. أوهام همسك تراتيل أسطورية تتابع عبر الساعات كما الأذكار ... أرسم قبلا تتناثر لتداعب وحدتي.. ووسائد تقلع عبر محيطات الدنيا ... سحابات قطنية تحتل سماء الأقطار ... وعلى أرضك تحط طيوري لتواسي خلوتي .... تعلن انتهاء مواسم التهجير والأسفار .... حذرتك يوما ... أخشى أن أنام .. فمني قد تضيع .. ها أنا استيقظ مذعورة ... هاربة من عالم النوم .. أضغاث أفكار تحتكرني في كابوس مريع ... حيث خيالك يسترق السمع الى صمتي ... يتحرش بالليل ليمضي .. ليترك لي نجما تشرد عن باقي القطيع ... وحلما مرهقا رث الملامح .. فيه صور جمدت يدي ... ... كأنها حبات من صقيع .... حذرتك يوما ... أخشى تطاير مخلفات الحلم في وجهي .. حساسة أنا ..أخاف من لقاح أزهار الربيع .... واليوم صورك التي تراقصت كالأشباح .. ذرات تناقلتها أمنيات فوق مخدعي ... فجسدتك طيفا يبدي نظرة الحمل الوديع ... ما ذلك القناع ؟ وما الذي يخفي ؟؟ يخفي طلاسم الخلايا التي كم دوختني ... وغموضك الذي ينمو على مرفقي ... يتغذى على حيرتي كما الطفل الرضيع ... ومزقت ليالينا المقفرات نصف القناع .. وتركت للنهار مهمة النصف المنيع ... فلا تنظر الي.. لا تشوه صورك التي كانت ذات يوم تؤنسني ... لا تلطخ قلبي بغبن الكذب ... سأخلع ثوب الحماقة الذي دنسني ... والنظرات الأخيرة سألقيها باهمال ... سأهديها لليلة كحيلة تتوق لغلالة الوسنِ ... استسلم للريح .. ضيف صيفي الغريب .. لتكنس ما تبقى من وريقات الرياء ... حقيقة كنت أو وظلا .. عندي سواء ... حُشِرَت كل أطيافك وصورك في مضيق النهاية -وأيّا ما كان مذهبها تلك النهاية – هجر أو وادع .. نسيان أو ضياع .... بعد اليوم في محيطك لن تحتجزني...